رونالدو.. أسطورة كروية

فى ليلة كروية مثيرة، حسم المنتخب البرتغالى لقب بطولة دورى الأمم الأوروبية للمرة الثانية فى تاريخه والثالثة له على الصعيد القارى فى العصر الذهبى الحالي، بعد تغلبه على جاره الإسبانى بركلات الترجيح «5-3» إثر انتهاء الوقتين الأصلى والإضافى بالتعادل الإيجابي٢/٢.
أعاد الإنجاز المذهل للمنتخب البرتغالى بفوزه بدورى الأمم الأوروبية الجدل حول التتويجات التى حققها رونالدو طوال مسيرته، والمقارنة بينه وبين غريمه اللدود ليونيل ميسي، نجم منتخب الأرجنتين وأسطورة برشلونة الإسبانى السابق.
حقق ميسى ورونالدو الكثير من الإنجازات والألقاب خلال مسيرتهما الطويلة، إذ فازا كلاهما بالعديد من البطولات المحلية والقارية والعالمية، وعلى امتداد المسيرة الاحترافية التى بدأت عام 2002، فاز «الدون» بـ 32 لقبا مع أندية سبورتنج لشبونة البرتغالى ومانشستر يونايتد الإنجليزى وريال مدريد الإسبانى ويوفنتوس الإيطالى و3 ألقاب مع منتخب البرتغال ليصل إلى 35 إنجازا جماعيا.
لم يكن هذا التتويج مجرد إضافة لقب جديد لخزائن الاتحاد البرتغالى لكرة القدم، بل كان بمثابة دفعة هائلة لمسيرة رونالدو، الذى لا يزال يثبت أنه رقم صعب فى المعادلة الكروية العالمية، رغم بلوغه الأربعين من عمره.
فى خضم المنافسة الشرسة، خاصة مع ميسي، يمكن القول إن هذا اللقب الأوروبى منح النجم البرتغالى المخضرم مكاسب أسطورية، نلقى الضوء عليها فى السطور التالية.
تتمثل أولى المكاسب فى تعزيز مكانة رونالدو فى صراع الأفضل عبر التاريخ، فلا شك أن أى لقب دولى يضاف إلى رصيد لاعب بحجمه يساهم فى تعزيز مكانته فى النقاش الدائم حول الأفضل فى تاريخ كرة القدم.
الفوز بدورى الأمم الأوروبية، حتى وإن لم يكن بنفس ثقل كأس العالم أو كأس الأمم الأوروبية، يظل لقبا قاريا يضاف إلى سجله الحافل، ويمنحه نقطة تفوق جديدة فى مواجهته الأزلية مع ميسي.
أما المكسب الثانى فهو رفع الروح المعنوية والثقة بالنفس مع قرب انتهاء مسيرة رونالدو الكروية، فبعد وصوله للأربعين من عمره، يمثل هذا اللقب دفعة معنوية هائلة له.
المكسب الثالث هو تعزيز صورة رونالدو التجارية وقيمته التسويقية، فلا يخفى على أحد أن «صاروخ ماديرا» يمتلك علامة تجارية عالمية ضخمة، والفوز بلقب دولى جديد يعزز من صورته كبطل وأيقونة رياضية، مما يزيد من جاذبيته لدى الشركات والجهات الراعية.
رابع المكاسب هو أن رونالدو يكرس نفسه كملهم للجيل الجديد من لاعبى البرتغال، حيث إنه يعتبر بالفعل قدوة ومثلا أعلى للعديد من اللاعبين الشباب فى بلاده وكذلك فى العالم أيضا.