«تريسى».. ضحية انتصار «بايرن» الكاسح على «أوكلاند»

أثارت الخسارة المدوية لفريق أوكلاند سيتى النيوزيلندى أمام بايرن ميونخ الألمانى بنتيجة 10 /صفر، فى مستهل مشوار الفريقين ببطولة كأس العالم للأندية لكرة القدم المقامة حاليا فى الولايات المتحدة، جدلا واسعا، حول مدى قوة الفرق المشاركة بالبطولة العالمية بنظامها الجديد.
مع ذلك، يعتبر أوكلاند سيتى عملاقا كرويا فى قارته والأكثر تتويجا بلقب دورى أبطال أوقيانوسيا، التى فاز بها 13 مرة، بفارق 11 لقبا أمام أقرب منافس له، كما يعد ضيفا دائما فى بطولة كأس العالم للأندية، فهو الفريق الأكثر مشاركة، بعدما تواجد فى 12 نسخة,
ولم يغب أوكلاند سيتى عن مونديال الأندية منذ نسخة البطولة عام 2006 التى شهدت ظهوره الأول غير 4 مرات فقط، حيث كانت الأولى عام 2010 بعد أن فقد لقبه بطلا لمنطقة أوقيانوسيا.
ولكن المفاجأة التى كشفت عنها العديد من الصحف العالمية أن الفريق يتكون معظمه من لاعبين هواة، حيث إن كرة القدم رياضة لا تحظى بعوائد مالية كبيرة فى قارتهم.
ومن دون شك، كان اللاعب الذى عانى أكثر من القوة الهجومية الكاسحة للفريق البافارى هو كونور تريسي، حارس مرمى أوكلاند سيتي، والذى على عكس ما قد توحى به النتيجة النهائية، أظهر قدرات واعدة كحارس مرمي، حيث تصدى لعدد من الكرات الخطرة التى كانت فى طريقها إلى الشباك.
ورغم أن الحارس النيوزيلندى ارتكب أيضا أخطاء مؤثرة، خصوصا فى تمريراته بالقدم أثناء محاولاته الفاشلة للخروج بالكرة والتى أسفرت عن أهداف فى مرماه، فإنه من حيث التصديات تحت الخشبات الثلاث، كان كونور على مستوى البطولة.
وألقت صحيفة (إيه بى سي) الضوء على مسيرة الحارس كونور تريسي، موضحة، أنه يعمل لأكثر من 40 ساعة أسبوعيا فى أكبر مستودع للأدوية البيطرية فى مدينة أوكلاند النيوزيلندية، كمشغل لرافعة شوكية.
ويصف الحارس نفسه بأنه «عامل من الطبقة الكادحة بكل ما تحمله الكلمة من معني»، حيث بدأ مسيرته كعامل تغليف بدوام جزئي، قبل أن يشق طريقه تدريجيا ليصبح اليد اليمنى للمراقب العام فى المستودع.
وتابعت الصحيفة الأمريكية «لكن هذا الدور المهنى لا يشكل سوى نصف حياة تريسى فقط، إذ يوازن تريسى بين عمله اليومى وحياة كروية استثنائية من نوع آخر».
وشدد التقرير على أن رواتب الفريق لا تتجاوز 150 دولارا أسبوعيا يتم صرفها على شكل نفقات.
وقال تريسى فى تصريحات للصحيفة «إننى أصرف كل هذا المبلغ على البنزين»، مشيرا إلى أن رحلته من العمل إلى التدريبات قد تستغرق فى بعض الأيام ما يصل إلى ساعتين بسبب الازدحام الخانق فى شوارع أوكلاند بعد الظهر، كما أنه اضطر إلى التقدم بطلب للحصول على إجازة غير مدفوعة الأجر من أجل المشاركة فى كأس العالم للأندية مع فريقه. أوضح كونور: «لطالما اضطررت للجمع بين الإجازة السنوية وأيام غير مدفوعة، سأعانى قليلا مع الإيجار والفواتير، لكن اللعب ضد بايرن ميونخ، وبنفيكا البرتغالي، وبوكا جونيورز الأرجنتينى يستحق 100 ٪ هذا العناء».
وأوضحت الصحيفة، أن جوردان فالي، الظهير الأيمن للفريق النيوزيلندى يعمل أيضا مدرسا، حيث يعتبر كرة القدم ليست الرياضة السائدة بالنسبة له وبالنسبة لجميع اللاعبين أيضا.
وأشار التقرير إلى أن أوكلاند سيتي، الذى تبلغ قيمته التسويقية 58ر4 مليون دولار وفقا لموقع (ترانسفير ماركت)، يملك لاعبين آخرين يعملون فى مجالات أخرى كبائعى مشروبات غازية، ووكلاء تأمين، ومهندسين.