كورة مصرية

ضوابط  الأعلى للإعلام خطوة لنهاية التعصب الرياضي

حسناً فعل المجلس الأعلى للإعلام بوضع ضوابط للإعلام الرياضي، تحكم عمله وتضمن إعلاما محايدا وبنَّاء وليس إعلام إثارة وفتنة..الضوابط هى أول إجراء للمجلس بتشكيله الجديد برئاسة المهندس خالد عبدالعزيز، وهو ما يؤكد أن هناك رغبة فعلية فى ضبط الإعلام الرياضى بعدما وصل إلى حدود يصعب الصمت عليها، وكاد يشعل، بل أشعل فعلاً أزمات ضخمة فى الوسط الرياضي، سواء بسبب الانتماء الأعمى لبعض من يعملون فى هذا الإعلام، أو عدم تأهيلهم بشكل يليق برسالة الإعلام، كما كانت فقرة التحليل التحكيمى كارثية فى نتائجها وتحوَّلت إلى فقرة تشويه تحكيمية وتسببت فى معارك وخلافات كبيرة وزادت مساحات التعصب، خاصة أن أنصار كل فريق يسعون إلى تريندات على وسائل التواصل الاجتماعى مما خلق حالة من الإساءة المستمرة للحكام المصريين.

القرارات التى تضمنت عدم بث أى برنامج رياضى بعد منتصف الليل وتحديد مدة البرنامج الحوارى بما لا يزيد على 90 دقيقة وتحديد مدة الاستوديو التحليلى للمباريات بما لا يزيد على ساعة ستوزع قبل وبعد المباراة وكذلك إلغاء فقرة التحليل التحكيمى بجميع مسمياتها.

قرارات الأعلى للإعلام، لن يقتصر تأثيرها فقط على الإعلام الرياضى الذى انفلت أكثر من اللازم فى كثير من قنوات بير السلم، بل سيكون تأثيرها المجتمعى أكبر بكثير خاصة مع بداية تنفيذها والحسم ضد من يخالفها.

تقول الدكتورة منى الحديدى استاذ الاعلام بجامعة القاهرة ورئيس لجنة النشء بالمجلس الأعلى للإعلام ان ضوابط تنظيم الاعلام الرياضى خطوة على الطريق الصحيح تهدف إلى قيام الاعلام الوطنى بمسئولياته والتى تتمثل فى الخدمة العامة وليس اثارة الضغائن والفتن مؤكدة ان الضوابط التى تم إقرارها تحقق مصلحة جميع الأطراف سواء الجمهور أو المجتمع أو وسائل الاعلام.

وتتابع ان تحقيق ضوابط المجلس الأعلى للإعلام سيكون عبر تشكيل لجنة من الاعلام الرياضى تقوم بتنظيم دورات للقائمين على البرامج الرياضية لنشر الثقافة الاعلامية التى ترتكز على المسئولية والالتزام بمواثيق الشرف وتحقيق الصالح العام، مشيرة إلى أنه فى حال عدم الالتزام بهذه الضوابط تتم معاقبة المخالفين حسب الجرم سواء بالمساءلة أو الغرامة المالية أو وقف البرنامج أو اعتذار المخالف عن الخطأ.

وتستكمل د. منى موضحة ان الضوابط تشمل الحد من وقت البرامج المذاعة على الهواء بحيث لا تتعدى مدة «الاستوديو التحليلي» ساعة مما يقضى على التعصب فإتاحة الوقت الطويل لهذه البرامج يوفر تربة خصبة للتطرق لأمور خارج سياق المباراة واتاحة المساحة للضيوف للتحيز لآرائهم مما ينعكس سلبا على المشاهدين.

وتشير إلى أن منع بث البرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة صباحا وحتى السادسة صباحا خطوة جيدة تساهم فى إتاحة الفرصة للمواطن للنوم فى وقت مبكر وبالتالى الاستيقاظ مبكرا للذهاب لعمله فالدولة المصرية حريصة على بناء الانسان ولكى يتحقق ذلك لابد أن يتم اعطاؤه رسالة اعلامية سليمة فى وقت مناسب وليس بعد منتصف الليل.

وتؤكد استاذ الاعلام ان الضوابط وضعت على يد متخصصين وأكاديميين وقانونيين ليست بالأمر الجديد فمعظم الاتحادات الأوروبية والعربية لديها قواعد حاكمة ومنظمة للإعلام الرياضي.

أجندة متنوعة

«ضوابط مهمة توازن بين الاهتمامات المختلفة، فالمواطن لديه أجندة متنوعة ليست رياضية فقط».. هذا ما أكدته للدكتورة ليلى عبدالمجيد العميد الأسبق لكلية الاعلام بجامعة القاهرة مطالبة بضرورة تطبيق المعايير والتوصيات السابقة الصادرة عن المجلس الأعلى للإعلام بشأن العنف الرياضى والتعصب والمقومات التى يمتلكها مقدم البرامج الرياضية.

وتنصح د. ليلى بأهمية تركيز البرامج الرياضية على التنوع فى المحتوى وتسليط الضوء على الرياضات المختلفة وليس كرة القدم فقط مع ضرورة أن يعمل معدى البرامج على الاختيار الجيد للضيوف بحيث يكونون من أصحاب الخبرة ويقدمون رسالة تهدف لنشر قيم العمل الجماعى وروح الفريق.

وتتابع ان نقابة الاعلاميين يحق لها معاقبة المنتسبين لها فى حال مخالفة الضوابط الاعلامية بجانب دور المجلس الأعلى والذى يحق لها معاقبة القنوات المخالفة وفقا للقانون الصادر عام 2018 بشأن تنظيم الاعلام.

ويشيد الدكتور حسن عماد مكاوى استاذ الاعلام بجامعة القاهرة بضوابط المجلس الأعلى لتنظيم الاعلام بشأن تنظيم الاعلام الرياضى قائلاً: «سوف تقضى على التعصب، فالفقرات الخاصة بالحكام كانت تقلل من ثقة الجماهير فى التحكيم وتجعل الأندية غير راضية عن نتائج المباريات».

ويوصى د. مكاوى بأهمية اختيار الضيوف بحيث يكون لديهم الثقافة والخبرة الكافية ليعرضوا آرائهم بشكل صحيح بعيدا عن التحيز، مشيرا إلى أن تقليل وقت البرامج خطوة جادة ومهمة، فكلما طال الوقت يسعى مقدمى البرامج لعرض مادة غير مفيدة والتركيز على الهجوم على الأشخاص.

الاعلامى حسام الدين فرحات يرى ان هذه الضوابط بداية جيدة تعكس وجود إرادة لتحسين الوسط الرياضى وشدد على أهمية أن يتم استبعاد مقدمى البرامج الذين تتعارض مصالحهم مع هذا العمل المهم، فلا يعقل أن يعملوا محللين رياضيين لأنهم فى الغالب لن يكون لديهم أمانة فى عرض آرائهم بشكل صادق وموضوعي.

ويتابع: لابد أيضاً أن يكون هناك رؤية يومية لمتابعة كافة الإذاعات والشاشات التى تبث البرامج الرياضية وإعداد تقارير متكاملة عنها مشيدا بتحديد وقت الاستوديو التحليلى بـ 90 دقيقة فقط حتى لا يترك مجالا للمهاترات والأخطاء والحديث فى الأمور الشخصية.

ويشير إلى أن إلغاء فقرة التحكيم الرياضى أمر جيد فليس من حق البرامج التعليق على قرارات الحكام لأنه توجد لجنة عليا مختصة بذلك موضحا ان منع بث البرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة صباحا له مردود ايجابى على المجتمع حتى لا تكون هذه البرامج سببا فى السهر لساعات متأخرة من الليل.

فرحات أكد أيضاً على أهمية تطبيق القانون على المخالفين وتكريم الملتزمين بالضوابط حتى نكون طبقنا سياسة الثواب والعقاب معاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى